فصل: تفسير الآية رقم (4):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (65):

{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)}
{خَالِدِينَ}
(65)- وَيَبْقَوْنَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ أَبَداً، لا يَحُولُونَ عَنْهَا وَلا يَزُولُونَ، وَلا يَجِدُونَ لَهُم نَاصِراً مِنْ بَأْسِ اللهَ وَعَذَابهِ.

.تفسير الآية رقم (66):

{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66)}
{ياليتنآ} {الرسولا}
(66)- وَهُمْ لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً يَنْصُرهُم، وَيُنْقِذُهُمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ، حِين تُقَلَّبُ وُجُوهُهُم فِي النَّارِ مِنْ جَانِبٍ إِلى جَانِبٍ آخَرَ، كَمَا يُقَلَّبُ اللَّحْمُ فَوْقَ النَّارِ، وَحِينَئِذٍ يَقُولُونَ مُتَحَسِّرِينَ: يَا لِيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَرَسُولَهُ فِيمَا جَاءَنا بهِ في حَيَاتنا الدُّنْيا، مِنْ دَعْوةٍ إِلى اللهِ، وَتَحْذِيرٍ مِنْ عَذَابِهِ، وَلَوْ أَنّنا أَطْعْنا اللهَ وَرَسُولَهُ لَمَا كُنّا اليَوْمَ نَتَقَلَّبُ في نَارِ جَهَنَّمَ، وَلا نَجِدُ لَنَا سمَنْ يُنْقِذُنَا مِنْ بَأْسِ اللهِ، وَلا مَنْ يُجِيرُنا مِنْ عَذَابِهِ.

.تفسير الآية رقم (67):

{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)}
{السبيلا}
(67)- وَقَالَ الكَافِرُونَ، وَهُمْ يُقَاسُونَ شِدَّةَ العَذَابِ في نَارِ جَهَنَّمَ: رَبَّنا إِننا أَطَعْنا أَئِمَّتَنا في الضَّلالةِ، وَكُبَرَاءَنا، وَأَشْرَافَ قَوْمِنا، فَجَعَلُونا نَضِلُّ طَرِيقَ الهُدَى وَالحَقِّ الذِي يُؤَدِّي إلى الإِيمَانِ بِكَ وَإِلى الإِقْرَارِ بِوحْدَانِيِّتِكَ.

.تفسير الآية رقم (68):

{رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)}
{آتِهِمْ}
(68)- رَبَّنا وَأَضْعِفْ لَهُمُ العَذابَ مَرَّتِينِ: مَرَّةً لِكُفِرِهِمْ بِكَ، وَمَرَّةً لإِضْلالِهِمْ إِيَّانا، اللهُمَّ وَاخْزِهِمْ وَاطْرُدْهُمْ مِنْ رَحْمَتِكَ.
ضِعْفِينِ- مِثْلَيْنِ.

.تفسير الآية رقم (69):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)}
{ياأيها} {آمَنُواْ} {آذَوْاْ}
(69)- يَا أَيُّها الذِين آمَنُوا لا تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَولٍ يَكْرَهُهُ، وَلا بِفِعْلٍ لا يُحِبُّه، وَلا تَكُونُوا أَمْثَالَ الذينَ آذوْا مُوسَى عَليهِ السَّلامُ، نَبيَّ اللهِ، فَزَعَمُوا كَذِباً وَبَاطِلاً أَنَّ فِيهِ عَيْباً في جِسْمِهِ، فَبَرَّأهُ اللهُ مِمّا قَالوا فيهِ، بِمَا أَظْهَرَهُ مِنَ الأدِلَّةِ عَلى كَذِبِهِمْ، وافْتَرائِهِمْ، وَكَانَ مُوسَى ذَا وَجَاهَةٍ وَكَرَامَةٍ عِنْدَ اللهِ.
وَجِيهاً- ذَا جَاهٍ وَقَدْرٍ- مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ.

.تفسير الآية رقم (70):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)}
{ياأيها} {آمَنُواْ}
(70)- يَا أَيُّها الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلا تَعْصُوهُ، وَقُولُوا فِي المُؤْمِنينَ قَوْلاً حَقّاً لا بَاطِلَ فيهِ، وَلا جَوْرَ عَنِ الصَوَابِ.
قَوْلاً سَدِيداً- صَوَاباً وَصِدْقاً أَوْ قَاصِداً إِلى الحَقِّ.

.تفسير الآية رقم (71):

{يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)}
{أَعْمَالَكُمْ}
(71)- وَمَنْ يُؤْمِنْ باللهِ وَيَتَّقِهِ، وَيَقُلِ القَوْلَ المُنْصِفَ السَّديدَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالى يُوفِّقُهُ إِلى صَالِحِ الأَعْمَالِ، وَيُسَدِّدُ خُطَاهُ فِي مَسِيرَتِهِ، وَيَغْفِرُ لَهُ ذُنُوبَهُ. وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَيَعْمَلْ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ، وَيَنْتَهِ عَمَّا نَهَاهُ عَنْهُ، فَقَدْ ظَفِرَ بِالمَثُوبَةِ والكَرَامَةِ يومَ الحِسَابِ {فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.

.تفسير الآية رقم (72):

{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)}
{السماوات} {الإنسان}
(72)- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الأَمَانَةُ هُنَا تَعْنِي الطَّاعَةَ، وَقَالَ أَيْضاً: إِنَّها الفَرَائِضُ.
يَقُولُ تَعَالى: إِنَّهُ عَرَضَ التَّكَاليفَ عَلَى السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وَالجِبَالِ، فَلَمْ يُطِقْنَ حَمْلَها، وأَشْفَقَتْ مِنْها مَخَافَةَ التَّقْصِيرِ فِي أَمرٍ أَرَادَهُ اللهُ، ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَى آدَمَ وَقَالَ لَهُ: إِنَّنِي قَدْ عَرَضْتُ الأَمَانَةُ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالجِبالِ فَلَم يُطِقْنَها، فَهَلْ أَنْتَ آخذٌ بِمَا فِيها؟
قَال: يَا رَبِّ وَمَا فِيها؟ قَالَ: إِنْ أَحْسَنْتَ جُزِيْتَ، وَإِنَّ أَسَأْتَ عُوقِبْتَ.
فَقَبلَ آدمُ حَمْلَها بِمَا فِيها. وَهكَذَا حَمَلَ الإِنسَانُ الأَمَانَةَ عَلَى ضَعْفِهِ، وَكَانَ جَاهِلاً بِثِقَلِها، ظَلُوماً نَفْسَهُ بِحَمْلِها، إِلا مَنْ عَصَمَ اللهُ.
عَرَضْنَا الأَمَانَة- التَّكاليفَ مِنْ أَوَامِرَ وَنَواهٍ.
فَأَبْينَ- امْتَنَعْنَ.
أَشْفَقْنَ- خِفْنَ مِنَ الخِيَانَةِ فِيها.

.تفسير الآية رقم (73):

{لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73)}
{المنافقين} {المنافقات} {المشركات} {المؤمنات}
(73)- وَقَدْ حَمَّلَ اللهُ الإِنسَانَ الأَمَانةَ (وَهِيَ التَّكَالِيفُ) لِتَكُونَ نَتيجَةُ ذلِكَ أَنْ يُعَذِّبَ مَنْ خَانَها، وَقَصَّرَ فِي حَمْلِها وَأَدَائِهَا، مِنْ المُنَافِقينَ وَالمُنَافِقَاتِ الذِينَ يُبْطِنُونَ الكُفْرَ والشِّرْكَ، وَيُظْهِرُونَ الإِيمَانَ خَوْفاً وَتَحَسُّباً، ومنَ الكَافِرِينَ الجَاحِدِينَ بِوُجُودِ اللهِ وَوحْدَانِيَّتِهِ، وَلِيَقْبَلَ تَوْبَةَ المُؤْمِنينَ وَالمُؤمِناتِ إِذا رَجَعُوا إِليهِ تَائِبينَ مُنِيبِينَ، لِتَلافِيهِمْ مَا فَرطَ مِنْهُمْ عَنْ جَهْلٍ وَعَدَمِ تَبَصُّرٍ، وَتَدَارُكِهِمْ ذَلِكَ بالتَّوْبَةِ.
واللهُ تَعَالى غَفَّارٌ لِلذُّنُوبِ، سَتَّارٌ لِلْعُيوبِ، كَثيرُ الرَّحْمَةِ لِلْعِبَادِ التَّائِبِينَ إِليْهِ.

.سورة سبأ:

.تفسير الآية رقم (1):

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)}
{السماوات} {الآخرة}
(1)- يُمَجِّدُ اللهُ تَعَالى نَفْسَهُ الكَرِيمَةَ، وَيُخْبِرُ عِبَادَهُ بِأَنَّهُ هُوَ المُسْتَوْجِبُ الثَّنَاءَ المُطْلَقَ (الحَمْدُ) فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ، وَفي السَّماوَاتِ والأَرضِ، لأََنَّهُ الخَالِقُ الرَّازِقُ، المُتَفَضِّلُ عَلَى الخَلائِقِ، فِي الدُّنيا وَفي الآخِرَةِ، وَهُوَ المَالِكُ لِلُوجُودِ جَمِيعِه بِمَنْ فِيهِ وَمَا فِيهِ، وَهُوَ الحَاكِمُ المُتَصَرِّفُ فِيه، وَالجَميعُ تَحْتَ قَهرِهِ وَحُكْمِهِ، وَهُوَ الحَكِيمُ فِي شَرْعِهِ وَقَدَرِهِ وَتَدْبِيرِهِ، وَهُوَ الخَبِيرُ الذِي لا تَخْفَى عَلَيهِ خَافِيةٌ مِنْ أَحْوالِ الخَلْقِ.

.تفسير الآية رقم (2):

{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)}
(2)- يَعْلَمُ مَا يَدْخُلُ فِي الأَرْضِ (يَلِجُ) مِنْ مَطَرٍ وَبَذْرٍ وَمَعَادِنَ وَأَمْوَاتٍ وَدَفَائِنَ، وَمَا يَخْرُجُ مِنْها مِنْ حَيَوَانٍ وَنَبَاتٍ وَغَازَاتٍ وَمَاءٍ وَمَعَادِنَ وَمُخَلَّفَاتٍ تَرَكَتْها الأُمَمُ السَّالِفَةُ، وَيَعْلَمُ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَلائِكةٍ وَكُتُبٍ وَشُهَبٍ وَمَطرٍ وَصَوَاعِقَ، وَمَا يَصْعَدُ (يَعْرُجُ) فِيها مِنْ مَلائِكَةٍ وَأَعْمَالِ عِبَادٍ، وَغيرِ ذَلكَ، وَهُوَ الرَّحيمُ بِعِبَادِهِ فَلا يُعَاجِلُ العُصَاةَ بِالعُقُوبَةِ، وَهُوَ الغُفُورُ لِذُنُوبِ التَّائِبينَ إليهِ، المُنِيبِينَ لَهُ.
مَا يَلِجُ- مَا يَدْخُلُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَطَرٍ وَغيرِهِ.
مَا يَعْرُجُ- مَا يَصْعَدُ مِنَ المَلائِكَةِ وَالأَعْمَالِ.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)}
{عَالِمِ} {السماوات} {كِتَابٍ}
(3)- بَعْدَ أَنْ أَبَانَ اللهُ تَعَالى أَنَّهُ صَاحِبُ الحَمْدِ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَفِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ عَلَى مَا أَسْدَى إِلى عِبَادِهِ مِنَ النِّعَم، أَتْبَعَ ذَلِكَ بِقَولِهِ إِنَّ كَثيراً مِنْ خَلْقِهِ يُنْكِرِ الآخِرَةَ، وَيَسْتَهزِئُ بِمَنْ يَعْتَقِدُ بِوُقُوعِها، وَيَسْتَعجِلُ بِالعَذَابِ الذِي يَتَهَدَّدُ اللهُ بهِ المُجْرِمينَ الكَافِرينَ، فَيقُولُ تَعَالى: وَقَال الذِينَ كَفَروا بِاللهِ وَنِعَمِهِ عَلَيهِمْ، وَجَحَدُوا بِما تَهْدِي إِليهِ العُقُولُ السَّلِيمَةُ: إِنَّهُ لا رَجْعَةَ إِلى الحَيَاةِ بَعْدَ أَنْ يَمُوتَ البَشَرُ، وَلا بَعْثَ وَلا حِسَابَ وَلا عِقَابَ، وَمَا يُهْلِكُهُمْ إِلا الدَّهْرُ.. ثُمَّ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم بِأَنْ يَرُدَّ عَلَيهِمْ مُقْسِماً بِرَبِّهِ العَظِيمِ عَلَى أَنَّ المَعَادَ سَيَقَعُ، لا مَحَالَةَ، وَلا شَكَّ في ذلِكَ، وَلكِنَّ وَقْتَ مَجِيءِ السَّاعَةِ التِي تَقُومُ فِيهَا القِيَامَةُ، وَيَبْعَثُ فِيها اللهُ الخَلائِقِ، لا يَعْلَمُهُ إلاّ اللهُ عَلامُ الغُيُوبِ، الذِي لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيءٌ دَخَل فِي الأَرْضِ، أَوْ صَعِدَ فِي السَّمَاءِ، فَهُوَ تَعَالى يَعْلَمُ مَا يَتَفَرَّقُ مِنْ ذَرّاتِ أَجْسَادِ الأَموَاتِ وأَيْنَ تَسْتَقِرُّ فَيَجْمَعُها يَومَ القِيَامَةِ بأَمرٍ مِنْهُ فَيُعِيدُها خَلْقاً جَدِيداً كَمَا كَانَتْ، وَقَدْ أوْدَعَ اللهُ تَعَالى كُلَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ وَلا يَنْسَى.
وَهذِهِ الآيَةُ إِحْدَى ثَلاثِ آياتٍ فِي القُرآنِ، أَمرَ اللهُ فِيها الرَّسُولَ الأكرمَ بِأَنْ يُقَسِمَ بِرَبِّهِ العَظِيمِ عَلَى أَنَّ السَّاعَةَ سَتَقُومُ، وَأَنَّ الأَمواتَ سَيُبْعَثُونَ لِلْحِسَابِ.
الآيَةُ الأولَى جَاءَت فِي سُورَةِ يُونُس: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وربي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ} وَالآيَةُ الثَّانيَةُ جَاءَتْ فِي سُورَةِ التَّغَابُنِ: {زَعَمَ الذين كفروا أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ.} والثَّالثَةُ هذهِ الآيَةُ.
لا يَعْزُبُ- لا يَغِيبُ عَنْهُ وَلا يَخْفَى عَلَيهِ.
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ- مِقْدَارُ أَصْغَرِ مَا يُوزَنُ.

.تفسير الآية رقم (4):

{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}
{آمَنُواْ} {الصالحات} {أولئك}
(4)- وَالحِكْمَةُ فِي قِيامِ السَّاعَةِ، وَحَشْرِ الخَلائِقِ هِيَ لِحِسَابِهِمْ عَلَى مَا قَدَّمُوا مِنْ عَمَلٍ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيا، فَيَجْزِي اللهُ المُؤْمِنِينَ بِرَبِّهِمْ، وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، الذِينَ عَمِلُوا العَمَلَ الصَّالِحَ بالحُسْنَى، فَيَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ وَيُدْخِلُهُمْ فِي جَنَّتِهِ، وَيُؤتِيهِمْ رِزْقاً كَرِيماً وَاسِعاً.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5)}
{سَعَوْا} {مُعَاجِزِينَ} {أولئك}
(5)- أَمَّا الذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ، وَسَعَوْا فِي صَدِّ النَّاسِ عَنِ اتِّبَاعِ مَا دَعَتْهُمْ إِليهِ الرُّسُلُ مِنَ الإِيمَانِ، وَالعَمَلِ الصَّالِحِ، وَسُبُلِ الهُدَى، وَأَجْهَدُوا أَنْفُسَهُمْ فِي مَحَارَبةِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَقُرآنِهِ... فإِنَّ اللهَ سَيُعَذِّبُهُمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ عَذَاباً أَليماً.
مُعَاجِزينَ- مُسَابِقِينَ ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يَفُوتُونَ اللهَ هَرَباً.
الرِّجْزَ- العَذَابُ الشَّديدُ المُؤْلِمُ.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)}
{صِرَاطِ}
(6)- والمؤْمِنُونَ الذِينَ صَدَّقُوا الرُّسُلَ فِيمَا جَاؤُوهُمْ بهِ مِنْ رَبِّهمْ واعتَقَدُوا بأَنَّ الله سَيَحْشُرُ العِبَادَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لِيُحاسِبَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، فَإِنَّهُمْ حِينَما يَرَوْنَ قِيَامَ السَّاعَةِ يَقُولُونَ: مَا أَنْزلَهُ اللهُ إِليكَ يَا مُحَمَّدُ هُوَ الحَقُّ الذِي لا شَكَّ فِيهِ وَلا مِرْيَةَ، وَهُوَ يُرْشِدُ مَنِ اتَّبَعَهُ إِلى سَبيلِ اللهِ الذِي لا يُغَالَبُ ولا يُمَانَعُ (العَزِيزُ) وَهُوَ المَحْمُودُ فِي جَميعِ مَا قَالَ وَشَرَعَ وَقَدَّرَ.